راجعتني الذكريات باحساس لذيذ.دعتني للجلوس فوق غصن الشجرة الدي يطل مباشرة على النهر .هذه القاعدة كانت من المفضلات عندي والنفس الوحيد الدي أمتص من خلاله الآمي وأشجاني.تاملت وجهي وأنا جالس هناك فوق الغصن. فمرق وجه غريب تتلاعب به يد الرياح بتموجات النهر الطفيفة عبقة بنسيم الطبيعة العليل.لغرابة ذاك الوجه لاحت لي بشاعة وجه مزقت المياه أجزاءه.ساحت العين بامر الريح نحو الحافة تتطلع هناك. وتسحبت الانف لتحوم وتلتف حول صخرة كبيرة توجد وسط النهر. أما الفم و لاندهاشي به ظل صامدا ثابتا في مكانه المحدد كأنه مستعد لجدال مرير كان بانتظاره اعوام .
همس لي بصراخ.قائلا :يا هذا ما بك وما هذا المقت الذي جهم وجهك و أوجمه؟. معالم محياك مشتتة كأنها في تنافر مغناطيسي.
اجبته : يا فمي اخرص قليلا و آمنحك راحة لتستريح من الثرثرة المدقعة.فما يخرج منك من طحن كلام إلا ويمر بطاحونة عقلي.لقد خاب عقلي وضعت معه انت.فلولا عقلي لما اذنت لك بالتفوه.
قال جازعا : اتقمعني يا هذا ؟
همست بردي متمتما : ولما لا.
سمع تمتمتي الذي خلتها همسة في نفسي .علا صوته وتابط عصبية وشرارة.حاول تمالك نفسه وأخذ الجد منطقي .فقال: أليس بي تهون عليك المصاعب و تحل عليك المشاكل و بي تتقرب وتقرب إليك كل حبيب وبي يمدحك الناس وبي وبي وبي.......انسيت افضالي عليك يا جاحدا الخير والاحسان.
استفزني كلامه وعكست له بدوري سلبياته فقلت موجها له صعقة من التهم :ولما لا تقول بسببك أنت .استهنت بالبساطة و زادتني تعقيد. وبكل كلمة تخرج منك زدتني من الطين ما تبلل بلة فأوحلته. وأزرت من الخسائر وزرة أخرى. وبك شتمتني الناس لأن الشتيمة سرحت من فيك وقد عابت هذا و سخرت من هذا و على هذا سببت .أليس هذا في الاصل بضاعة ردت إليك بعشر أمثالها.؟؟؟
سكوت يجول بيننا لهنيهة.لمحت فمي في النهر وقد اعوجت شفتيه تارة وعظ على بعضه تارة أخرى.لكثرة ما حملته من شحونات سلبية .لكنه لم يستطع على ذلك صبرا وحتما ومؤكدا انه يبحت عن منفذ للتبرير .فالمتهم برئ الى ان تثبت ادانته.تفجر الفم فمي بموضوع اقل ما يمكن ان يقال عنه انه تمسك الغريق بقشاية.
فقال لي مدافع و مدينا غير بعيد : فما بال العين و الأنف الذي تبرءا منك ألم تكن بهما خيرا محسنا؟. اعترضتني ضحكة توسعت من خلالها اسارير وجهي لكني كبحت تطبيقها حتى لا يظن اني من المتهكمين المتملقين.ببساطة عقبت على سؤاله لأني لم اجد لسؤاله جوابا او بالاحرى كنت في حيرة من نفسي على ان اكون على قدري سؤالي.عقبت عليه بردي هذا : إن العين فضووول و الأنف على النسمات تجووول. فما بالك يا أعوج في العيب عجووول و في الشجار مصطووول .كلكم قسماتي . وأنا في حرية تامة ان أقسم أدوارها أو العدووول. وانتهت قصتي مع ملامحي في سطووور.