خبرجديد
* أغادير المغربية تحصل على الميدالية الذهبية للفيدرالية الدولية للسياحة*
مارينا اغادير
حصلت مدينة أغادير، المغربية اخيرا على الميدالية الذهبية التي تمنحها «الفيدرالية الدولية للسياحة»، ومقرها باريس، التي دأبت على بذل جهود كبيرة من أجل توفير الشروط الضرورية المساعدة على إيجاد نهضة سياحية ذات مواصفات عالمية. وتسلم هذه الميدالية عمدة أغادير، طارق القباج، خلال حفل نظم خلال الأسبوع الماضي في قصر بلدية أغادير بحضور وفد عن الفيدرالية الدولية للسياحة برئاسة إيريك دولوك، رئيس الفدرالية، وحضور عدد من أعضاء مجلسها الإداري، إضافة إلى بعض الأعضاء الشرفيين، من ضمنهم الأمير ميشال دوبوربوني، وعقيلته الأميرة بييريت دوبوربوني. وأكد رئيس الفيدرالية الدولية في كلمة ألقاها خلال حفل تسلم الميدالية الذي حضره أيضا مهنيو القطاع السياحي بأغادير، أن اختيار هذه المدينة لمنحها هذا التميز جاء نتيجة للانسجام الذي يطبع العلاقة بين بلدية اغادير، ومهنيي القطاع وباقي المتدخلين في المجال السياحي من أجل الرقي بأغادير كوجهة سياحية إلى مكانة تبعث على الرضا والارتياح أكثر فأكثر بالنسبة لأي سائح حل ضيفا على هذه المدينة. يشار الى أن الميدالية الذهبية للفيدرالية الدولية للسياحة، سبق أن حصلت عليها بعض المدن المشهورة بنشاطها السياحي على الصعيد العالمي مثل العاصمة الفرنسية باريس، وريو دي جانيرو البرازيلية، وكان الفرنسية.
مبروك لعروس الجنوب هذا الانجاز الرائع
مصدر الخبر صحيفة الشرق الاوسط
*****من لم يزر مدينة اغادير عروس الجنوب المغربي او «ميامي المغرب»، كما يطلق عليها، يشعر بالحسرة والأسف، بل ان الكثير من المغاربة يقولون انهم يخجلون من البوح للآخرين بأنهم لم يروا بعد هذه المدينة السياحية الشهيرة التي يأتي اليها السياح من مختلف بقاع العالم، قاطعين مسافات طويلة للاستمتاع بشواطئها وشمسها الدافئة طوال العام، معتبرين ان السياح الاجانب هم من يقدر اكثر جمال المدن المغربية ويستمتعون بها اكثر من اهل البلد.
ولتأكيد ذلك قالت احدى السائحات الفرنسيات لـ«الشرق الاوسط» انها قبل ان تزور مدينة اغادير كان، ومازال، اسم المدينة يوحي لها بالابتسامة والفرح، مبررة هذا الشعور، بأنه قد يعود الى عشقها للمدن الساحلية التي تتكسر على ابوابها شواطئ المتوسط والاطلسي، وتغازلها الرمال البحرية.
ما يميز مدينة اغادير الواقعة على الساحل الغربي للاطلسي، هو طقسها المعتدل، وطول شاطئها الممتد على مساحة 30 كيلومترا، وهذه الميزة هي التي جعلتها تحتل مكانة سياحية ممتازة، حيث تصطف فنادق ومنتجعات فخمة على الشاطئ وكلها تتوفر على ممرات مفتوحة في اتجاه الشاطئ، هذا بالإضافة الى المعمار المغربي ـ الشرقي الذي يميز هذه الفنادق والمنتجعات بجانب اللمسة العصرية، وأشهرها «قصر الورود» و«سوفيتيل اغادير»، و«اماديل بيتش»، و«اتلانتيك بلاص» و«تكيدا» و«صحارى» وغيرها من الفنادق التي تتوفر على مسابح متنوعة التصاميم، بالإضافة الى مرافق لممارسة الانشطة الرياضية مثل الغولف والتنس والفروسية، والرياضات البحرية، كركوب الموج، والتزلج على الماء، دون اغفال مرافق العلاج الصحي التي تعد من اكبر واهم المنتجعات الصحية في المغرب وافريقيا، خصوصا في مجال «التلاسوتيرابي»، أي العلاج بمياه البحر.
تستغرق الرحلة من الدار البيضاء الى اغادير 45 دقيقة بالطائرة، لتجد نفسك وقد حطت بك طائرة الخطوط الملكية المغربية في الباحة الفسيحة لمطار «اغادير المسيرة» الدولي، الذي حصل اخيرا على شهادة الجودة العالمية «ايزو 9001» لقاء ارتقائه بمستوى الخدمات المقدمة للمسافرين وشركات النقل الجوي.
وبما انك وصلت الى مدينة ساحلية، ينصحك كل من تقابلهم في اغادير بتذوق اطباق السمك الطري حيث كل المطاعم المنتشرة على الكورنيش متخصصة في تقديم السمك المطهي بمختلف الطرق. ومن بين هذه المطاعم مطعم «جور انوي» أي «ليل ـ نهار» الشهير، الذي يقال ان عمره 30 عاما. وبإمكانك تناول وجبة شهية من السمك المقلي بينما تتمتع برؤية البحر بسعر لا يتجاوز 4 دولارات. اما طاجن السمك الاشهر في اغادير فيسمى «اسيغاغ» وهو سمك الفرخ، ويحضر بالبصل والزبيب.
إلى جانب وجبة السمك، يتميز الطبخ في اغادير بميزة اخرى لا تعوض، هي تحضير الاكل بزيت الاركان الذي يدخل في معظم الوصفات كطاجن «المعزي»، أي لحم الماعز، والدجاج، وحتى طبق الكسكس، لأنه يضيف الى الأكل مذاقا لذيذا جدا، لذلك لا يخلو منزل في اغادير من زيت الاركان الذي يعتبر سعره مرتفعا نسبيا، وهو 9 دولارات للتر الواحد، اذ بعد اكتشاف خصائصه المفيدة في مجال التجميل اصبحت الشركات العالمية تتهافت عليه لإضافته الى مستحضراتها، الأمر الذي ضاعف الطلب عليه. وتستعمل معظم المنتجعات الصحية في اغادير زيت الاركان في عمليات التدليك.
وعلى الكورنيش توجد مقاه كثيرة تمنحك فرصة الجلوس قبالة البحر، وأنت تحتسي كأس شاي او فنجان قهوة. واشهر هذه المقاهي مقهى «لا فونتين»، أي «النافورة»، بسبب موقعها المميز امام نافورة كبيرة تعتبر المكان المفضل للسكان للمشي او الجلوس والانتعاش بالنسمات البحرية. والى جانب الأسماء العربية والفرنسية والإنجليزية التي تطلق على الفنادق والمطاعم والمقاهي، تثير انتباهك اسماء جميلة بالامازيغية مثل «تفوكت» وتعني «الشمس»، و«افولكي»، اي «جميل»، و«اومليل»، اي «ابيض». اما «أغادير» فهي كلمة امازيغية ايضا وتعني «الحصن المنيع».
ولأغادير نصيب في مهرجانات المدن المغربية، من بينها مهرجان «السينما والهجرة»، الذي ينظم كل عام، ومهرجان جديد اسمه «تيميتار»، وهذا ينظم في شهر يوليو (تموز) من كل عام، ويقوم على فكرة الجمع بين الموسيقى الأمازيغية وإيقاعات العالم لتشجيع اللقاء بين الموسيقى المحلية والدولية، بالإضافة الى مهرجان سنوي للمسرح.
وكان رجل الاعمال السعودي الشيخ صالح كامل، الذي يملك منتجعات سياحية بالمدينة، قد بادر قبل سنوات الى تنظيم مهرجان غنائي ضخم هو مهرجان اغادير الدولي، واستضاف خلال دورته الاولى عام 2001 مجموعة كبيرة من المغنين العرب المشهورين، الى جانب المغنين المغاربة والأجانب، بهدف دعم المنتوج السياحي للمدينة على المستويين العربي والأوروبي. إلا أن المهرجان توقف عند الدورة الأولى. ولم يكتب له الاستمرار بعد ذلك.
ولعشاق التسوق واقتناء المنتوجات التقليدية المحلية، فما عليهم الا التوجه الى سوق «باب الأحد»، حيث يؤكد لك سكان المدينة الذين يظهرون ودا كبيرا اتجاه الزوار، ان «كل شيء يباع هنا»، من ملابس واوان واحذية وفخار ومنتوجات جلدية، بالاضافة الى الحلي الفضية الجميلة التي تشتهر بها مدينة اغادير، وتعتبر اكسسوارا اساسيا لزينة المرأة الامازيغية.
وقد سحرت اغادير بجمالها احد الايطاليين، واسمه كوكو بوليزي، وهو رسام ونحات ومتخصص في الديكور، فشيد قرية نموذجية مساحتها 4 هكتارات، عام 1992 سماها «مدينة اغادير»، تجمع بين الهندسة المعمارية الاسلامية والإغريقية مبنية بالأحجار والأخشاب، وتبعد 10 كيلومترات عن وسط المدينة. والقرية عبارة عن مشروع سياحي كبير ما زال في طور التوسيع، ويضم حاليا عددا كبيرا من المحلات المتخصصة في بيع مختلف انواع الحرف التقليدية اليدوية. ويمكن لزوار القرية كذلك مشاهدة مراحل انتاجها من طرف الصناع داخل الورش، كصناعة الخشب والفسيفساء والحديد.
وتضم القرية، الهادئة والمظللة بأشجار النخيل، مطاعم على شكل رياض وغرف للمبيت، ومسرحا رومانيا تقام فيه الحفلات والأنشطة الفنية والثقافية.
ويقول بوليزي ان مشروعه، الذي ظل يحلم به منذ 1976، اراد من خلاله اعادة بناء المدينة القديمة في اغادير، التي اندثرت تماما بفعل الزلزال الذي ضربها عام 1960، وحرمها من جزء من تاريخها وذاكرتها. بيد ان مشروعه السياحي هذا، لا شك في أنه يدر عليه ارباحا كبيرة، فمعظم السياح الذين يزورون اغادير يقصدون القرية ضمن برنامج الزيارات، بالنظر الى محدودية الاماكن السياحية المتوفرة خارج المدينة، ومن بينها «اغادير افلا»، وهي قصبة محاطة بسور، كانت تشكل النواة الرئيسية لمدينة اغادير شيدت على رأس الجبل منتصف القرن السادس عشر، وتقع شمال المدينة، وتعلو عن سطح البحر بـ 236 مترا.
لا تعتمد اغادير على السياحة فقط كمصدر دخل، فالزراعة والصيد هما من اهم موارد المدينة التي ينتظرها مستقبل اكثر ازدهارا في افق السنوات المقبلة، بالنظر الى المشاريع الكثيرة التي في طور الانجاز والتي من شأنها الارتقاء ورفع مستوى عيشة السكان.
مصدر المقال صحيفة الشرق الاوسط